يكسو ملامحها هدوء صافي كصباحات أبريل لونها الأبنوسي أمتزج مع ضوء الشمس فصارت تضئ كحجر نفيس مات وراءه الغطاسون من مئات السنين ،كانت تقف في ذلك الشارع الذي كان يزدحم بكل شئ وشخص. لكن هو الوحيد الذي كان يراها وكأن لا أحدا سواها كان يراقبها في كل صباح وهي تقف في محطة الباص تنشر الصباح من حولها وترسل نبضات قلبه التي تسرقها كلما رحلت على الباص تعيدها له كل صباح وهو لا يأبه إن ظل بلا نبضات لبقية يومه .
هو حارس بوابة أحد المرافق الخدمية من يأبه لحارس مثله لا يختلف عن أي شخص وقف في نفس مكانه وعاش حياته على هامش الدنيا ومات ولم يذكره أحد الا كشف المعاشات ..في القريب العاجل يضعون مكانه كاميرا مراقبة ويستغنون عن خدماته ... هي كنداكة من سلالة أماني ريناس حكمت شعبا وأذل حبها حكاما وساسة و قادت معارك لا منتصر فيها إلا هي هكذا يروي لنفسه يوميا قصص خيال عن سارقة النبضات .
غابت عن الظهور في موقعها
المعتاد لأيام صار يمني النفس بلقائها في المنام أو زيارة خاطفة من طيفها صحوا .وعندما بات الغياب بالشهور لم يعد يملك لنفسه تبريرا سوا أنها كانت من صنع خياله . أيامه كانت تدور ببطئ لا صباح ولا نهار ولا ليل روتين يقتله .
وفي ذات صباح بارد من شهر نوفمبر صوت ما يعرفه في مكنونة نفسه هو لم يسمعه أبدا ولكن يعرفه جيدا يقول له لو سمحت يلتفت بإتجاه المصدر ليدق قلبه فيبتسم الرجل ويغيب عقله عن المكان ويظل جسده رحل العقل الى بابل وهو يجلس الى جانب ملكته في مملكة معلقة بين السماء والأرض ولكن تعود روحه على وقع صوتها من جديد قالت أن هي منعت البارحة من مقابلة مسؤول المصلحة أين كان البارحة آه يال حظه العاثر كانت إجازته الأسبوعية، قال لها تفضلي أنه بالداخل ولكن يجب إظهار هويتك هكذا
قال طلبه منها دون تردد طلبه الأول والأخير دخلت هي ولكن هو أجرى حوارا حقيقيا مع ملكته عرف أسمها سيموت
.بسلام الآن، الآن فقط