Friday, July 28, 2017

يسكنان في قرية صغيرة الكل فيها يعرف الكل تزوجها زواجا تقليديا لا جديد فيه على أهل تلك القرية كان لديه تركة من الماشية وأرض لا بأس بها فالجميع هناك لا يحلمون بشئ أكثر من ذلك ،كانت هي تعشق الخياطة والأعمال اليدوية فتعودت بيع أعمالها في السوق الكبير من كل إسبوع وأعتدن فتيات القرية بخياطة ما يحببن عندها .حياتهما أشبه للراتبة والملل أعتادا بعضهما البعض برغم من أنها لم توافق عليه في البدء بل أجبرت من الزواج منه كانت مغرمة بمعلم المدرسة الوحيد بالقرية الذي أبتعث من المدينة ترى فيه حلم سفرها خارج القرية لطالما ظلت تردد في صباها عن مشغل كبير تديره ذات يوم في المدينة نسيت كل هذا بعد أن هددها إبن عم لها بالموت إن لك تقبل بزوجها، لم يكن سيئا أو طيبا كان رجل ككل رجال القرية لا يحلم الا بزراعة أرضه ورعاية مواشيه وأن ينجب أكبر عدد من الأبناء الذكور هكذا كانت تراه ،لكن هو كان متيما بها كان يعلم حلمها لم يمنعها الخياطة وبيع منسوجاتها كما طلبت منه والدته وظلت تخبره بأنه ميسور الحال لماذا يترك زوجته تذهب للمدينة والجلوس في السوق الكبير مع الرجال ،كان يجلب لها الأقمشة وكل أنواع الخيوط . في يوم عاد لبيته آخر النهار وضع مبلغا ماليا ضخما لم يحمل هكذا مبلغ من قبل وضع بجانب الأموال ورقة كتب فيها إرحلي لتحقيق حلمك فأنا حققت ما أتمنى .
عادت من منزل والدها لتجد الورقة والمال بحثت عنه في كل مكان في المنزل لا وجود له ولا لماشيته كأنه تبخر بحثت عنه في منزل والدته لم تجده هي لا تعرف ما كتب في الورقة هي فقط تريد زوجها .ذهبت للمعلم قرأ الرجل الرسالة بعينيه صامتا قال لها بصوت حزين المال للمدرسة لبناء الفصول التي أسقطتها الأمطار وأنه ذهب للمدينة ليعرض الماشية للفحص الدوري ويخبرك أنه يحبك .أعطته المال رحل المعلم ولم يره أحد في المدرسة أو القرية منذ ذلك اليوم.

 عادت لبيتها تحتضن الورقة وتقول أنه يحبني وتبتسم لم تعلم أن وقع كلمة حب ستفعل بها كل تلك الأفاعيل فقط بعد تلك الكلمة تذكرت كيف يبتسم لها في صباح كل يوم منذ أن تزوجته ،تذكرت سهره بجانبها وهي مريضة تذكرت كل التفاصيل الصغيرة التي لم تنتبه يوما لها ولم تدرك بأن هذا هو الحب كم كانت غبية أخبرت نفسها لائمة، لكنها أول رسالة حب بينهما سعيدة هي . جلس هو في محطة القطار ليراها من بعيد لآخر مرة أين هي؟ يعلم أنها سترحل سيودعها بعينه ولن يوقفها ،بعد طول إنتظار يأس فقرر العودة للمنزل لعلها لم تعد من منزل أهلها حتى الآن مالذي كان يفكر فيه هكذا سأل نفسه هل كنت ستتركها ترحل هكذا ؟ أخرجه من تفكيره ركض المعلم ناداه ليعرف الأمر لم يجبه إحتار في أمره وسرعان ما عاد لأفكاره من جديد .
دخل المنزل ركضت نحو الباب أحتضنته بشدة وقف متجمدا لهول الموقف همست في أذنه وأنا أيضا أحبك هنا بالتحديد توقف به الزمن ،أخبرته أنه رجل طيب ليفعل ذلك من أجلها وأيضا أنه رجل خير يخرج كل ذلك المبلغ لإعادة بناء الفصول المتهالكة بالمدرسة ، أي مدرسة وأي فصول نظر لها .
بإستعجاب أخبرته بالقصة وأن المعلم يشكره

Thursday, July 27, 2017

يكسو ملامحها هدوء صافي كصباحات أبريل لونها الأبنوسي  أمتزج مع ضوء الشمس فصارت تضئ كحجر نفيس مات وراءه الغطاسون من مئات السنين ،كانت تقف في ذلك الشارع الذي كان يزدحم بكل شئ وشخص. لكن هو الوحيد الذي كان يراها وكأن لا أحدا سواها كان يراقبها في كل صباح وهي تقف في محطة الباص تنشر الصباح من حولها وترسل نبضات قلبه التي تسرقها كلما رحلت على الباص تعيدها له كل صباح وهو لا يأبه إن ظل بلا نبضات لبقية يومه .
هو حارس بوابة أحد المرافق الخدمية من يأبه لحارس مثله لا يختلف عن أي شخص وقف في نفس مكانه وعاش حياته على هامش الدنيا ومات ولم يذكره أحد الا كشف المعاشات ..في القريب العاجل يضعون مكانه كاميرا مراقبة ويستغنون عن خدماته ... هي كنداكة من سلالة أماني ريناس حكمت شعبا وأذل حبها حكاما وساسة و قادت معارك لا منتصر فيها إلا هي هكذا يروي لنفسه يوميا قصص خيال عن سارقة النبضات .
غابت عن الظهور في موقعها
المعتاد لأيام صار يمني النفس بلقائها في المنام أو زيارة خاطفة من طيفها صحوا .وعندما بات الغياب بالشهور لم يعد يملك لنفسه تبريرا سوا أنها كانت من صنع خياله . أيامه كانت تدور ببطئ لا صباح ولا نهار ولا ليل روتين يقتله .
وفي ذات صباح بارد من شهر نوفمبر صوت ما يعرفه في مكنونة نفسه هو لم يسمعه أبدا ولكن يعرفه جيدا يقول له لو سمحت  يلتفت بإتجاه المصدر ليدق قلبه فيبتسم الرجل ويغيب عقله عن المكان ويظل جسده رحل العقل الى بابل وهو يجلس الى جانب ملكته في مملكة معلقة بين السماء والأرض ولكن تعود روحه على وقع صوتها من جديد قالت أن هي منعت البارحة من مقابلة مسؤول المصلحة أين كان البارحة آه يال حظه العاثر كانت إجازته الأسبوعية، قال لها تفضلي أنه بالداخل ولكن يجب إظهار هويتك هكذا
قال طلبه منها دون تردد طلبه الأول والأخير دخلت هي ولكن هو أجرى حوارا حقيقيا مع ملكته عرف أسمها سيموت
.بسلام الآن، الآن فقط